مصحف الحفاظ

قواعد وطرق ذهبية في الحفظ والتثبيت

أولاً: نصائح الحفظ الذهبية:  

الذهبية الأولى: نصائح قبل البدء بالحفظ:                                                                                                                                                                                   

1- إخلاص النية لله عز وجل وتذكَّر: إنّ مِن أوّل مَن تُسعَّر بهم النار يوم القيامة حافظ لكتاب الله حفظه ليقول الناس حافظ وقد قيل (وهذ المعنى ورد في الحديث الصحيح).

2- التوبة والاستغفار وترك المعاصي واللجوء إلى الله بالتضرّع والدعاء، هذه مع ما تقدم دائماً وأبداً قبل ومع وبعد الحفظ.

3- تصحيح النطق والقراءة، وتعلّم ما أمكن من أحكام التجويد ومخارج الحروف، وما أمكن من علم النحو، وذلك لضبط الحركات.

4- اعرف أهمية قرارك، فهو منعطف هام سيغير حياتك نحو الأفضل في الدنيا والآخرة، ومن آثار هذا القرار:

         أ- الأجر العظيم من القراءة والحفظ والنظر والتدبر في القرآن، فكل حرف بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة «ويقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل.. فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» حديث صحيح،  وغيرها الكثير (انظر الأحاديث على الهوامش).

         ب- يُمدّك بفصاحة لسان، وقوة حجة وبيان، فأنت تتشرّب من أعظم أسلوب وأبلغ كلام، وفيه من الأمثال والقصص والمواعظ ما فيه.

         جـ- طريقك في كمال الخلق والدين، فكان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن، والصحابي: كأنه قرآن يمشي على الأرض.

         د- فيه كمال للروح والنفس والجسد، فمنه سرعة الفهم وقوة الحفظ ورقة القلب ورجاحة العقل وإيتاء الحكمة وكل معنى حسن، فهذا كلّه تمارسه وأنت تحفظ وتتدبر القرآن، وهذه المعاني كالعضلات كلمّا مرنتها أو استخدمتها زادت قوة.

        هـ- يعطيك ثقة بالنفس، فمن يُحصِّل هذا الهدف يصغر أمامه ما دونه.

         و- يعينك على ترك المعاصي، فأنت قدوة منظور إليك.

         ز- خير معين للخشوع في صلاة القيام فيتضاعف أجرها، فالصلاة مع النظر إلى المصحف يقلل من التركيز وحضور القلب.

       حـ- من يخلص فيه لله فستفتح له أبواب الخير والسعادة في الدارين.

5- أكثر من السماع للقرآن في كل وقت وحين، حتى في ساعات العمل وأثناء النوم، وذلك حتى يصبح أسلوبه مألوفاً لديك، كما أن عقلك الباطن سيُخزن جزءاً منها.

6- استغل العمر الذهبي للحفظ (من 5-23 سنة) فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، وإذا فاتك هذا فلا تحرم نفسك من هذا الخير ولو بزيادة قليل من الجهد.

7- نظِّم وقتك وتذكر: ما كنت تنجزه سابقاً ستنجزه مع الحفظ في وقت أقل، فالله يبارك لك أولاً، ثمَّ إن الذاكرة والعقل ينشطان بحيث تزيد عندك سرعة الفهم والحفظ في دراستك وأعمالك الأخرى.      

الذهبية الثانية: نصائح مع بدء حفظ:                                                                                                                    

1- عليك بالتغذية المساعدة على تقوية الحفظ ومنها: العسل والزنجبيل والزبيب واللوز والجوز وعصير البرتقال.

2- اختيار المكان المناسب: هادئ بعيد عن الضوضاء وبعيد عن المناظر اللافتة كالخضرة والأنهار.

3- اختيار الوقت المناسب: حيث صفاء الذهن، وأفضله بعد النوم في أوقات السحر (قبل صلاة الفجر وبعدها) وأوقات الصباح، والعصر بعد القيلولة، كما أنّ النظر في المصحف قبل النوم يساعد على تثبيت الحفظ.

4- احفظ من مصحف واحد، كهذا المصحف فالعين تصوّر مواضع الآيات كآلة التصوير.

5-افهم ما ستحفظ، واستعن بمعاني المفردات وبالتفاسير الموجزة.

الذهبية الثالثة: نصائح بعد الحفظ:                                                                                                                       

1- أشكر نعمة الله عليك، فدوام النّعم بشكر منعمها، فداوم على الإخلاص والاستغفار والدعاء.    

ثانياً: طرق الحفظ الذهبية:

الذهبية الأولى: الطرق بالنظر إلى الحافظ واستعانته بغيره:                                                                                         

1-  الحفظ الذاتي: يردد بصوت مسموع ويحفظ ثم يُسمِّع لنفسه.

2- التلقي والترديد (الاستماع من الغير): من أم أوشيخ أو تسجيل صوتي.

3- التسميع على الغير: وهي من أقواها فهي تحافظ على التركيز، كما أن احتمالية الخطأ في الألفاظ والحركات أقل من التسميع الذاتي.

4- الكتابة على الورق: وهذه تساعد على التركيز وعدم التشتت.

5- استخدام أكبر قدر من الحواس: انظر في المصحف، ارفع صوتك، أسمِع أذنك، واكتب بيدك.

6- الالتزام مع شريك أو الالتحاق بمدارس وحلقات التحفيظ وهذه أفضل الوسائل لما فيها من المنافسة والتشجيع وقوة الالتزام وكذلك صرف المكافآت والجوائز وعمل المسابقات.

الذهبية الثانية: الطرق بالنظر إلى المقطع المحفوظ من الآيات (أو الصفحة) وربطها ببعضها:                                           

1- كمية الحفظ تكون مكونة من مقاطع وفق المعنى أو صفحات أو أرباع الحزب.

2- توّزع هذه الكمية إلى مجموعات، كل مجموعة ثلاث آيات.

3- يتم تكرار الآية الأولى بصوت مسموع عدة مرّات حاضراً ثمّ غيباً إلى أن يتم حفظها، ويتم تقسيم الآية إلى مقاطع صغيرة، وعدد تكرارها مرتبط بقدرات الحافظ.

4- تحفظ الآية الثانية بنفس الطريقة الأولى، ثم تُقرأ الآيتان معاً غيباً.

5- يتم حفظ الثالثة وتربط في الثانية، ثم تربط الثلاثة معاً، وهذه أول مجموعة.

6- يتم حفظ الآية الرابعة وتربط بالثالثة، ثم الخامسة وتربط بالرابعة، والسادسة وتربط بالخامسة، ثم ربط الثلاث معاً في مجموعة ثانية.

7- يتم حفظ مجموعة ثالثة بنفس الطريقة المتقدمة، ثم كل ثلاث مجموعات تربط معاً، وهكذا إلى حين إنهاء الكمية اليومية المحددة + آية واحدة ن كمية الغد.

الذهبية الثالثة: الطرق بالنظر إلى الخطة العامة لحفظ القرآن:                                                                                                 

وفيها منهجان: 

1- حفظ أولي ثم تمكيني للقرآن. 

2- الحفظ التراكمي (العادي). 

المنهج الأول وفيه مرحلتان، الأولى:  حفظ أولي للقرآن:                                                                                            

وهو حفظ جميع القرآن بدون مراجعة أو تثبيت في أسرع وقت ممكن كالتالي:

1-يحفظ بالتدرج لتمرين الذاكرة كما تقدم، فأصعب الحفظ أوله، فيبدأ الحافظ بنصف صفحة يومياً ، وبعد عدة أيام من (3-5) يصل إلى صفحة، وبعد أيام إلى صفحتين ثم ثلاثة، وهكذا إلى أن يصل لأقصى درجة يمكن أن يصلها وتقدّر بحوالي (12) صفحة يومياً.

2- تحفظ كل صفحة بشكل منفرد، وتربط مع بعضها كما تقدّم آنفاً، وبعد تسميعها يتم الانتقال إلى الصفحة التي تليها دون الرجوع إليها.

3- يفضل تمرير النظر قبل النوم إلى الصفحات أو الأجزاء التي تم حفظها على مدار اسبوع.

4- يجب إنهاء حفظ المصحف في فترة تتراوح من (3-7) شهور كحد أقصى.

5- الهدف من هذا الحفظ هو إعطاء دفعة قوية للحافظ لأنّ من حَصَّل حفظ القرآن - ولو بشكل أوّلي - فإنه من الصعب جداً أن يتنازل عنه.

المرحلة الثانية: حفظ التمكين:                                                                                                                             

1- يقدَّر نسبة ما رسخ في الذهن من المرحلة السابقة بـــ (20%) على الأقل وتزيد هذه النسبة كلّما قلّ وقت المرحلة وكلما زادت قدرات الحافظ.

2- كمية الحفظ في هذه المرحلة (أو المراجعة إن اعتبرنا ما تقدّم حفظاً) من (4-8) صفحات يومياً. 3- المراجعة لهذ الحفظ تكون من (20-40) صفحة يومياً وتكون لآخر ما تمَّ حفظه.

3- يجب تخصيص يوم للمراجعة فقط نهاية كل أسبوع لما تمّ حفظه في هذا الأسبوع.

4- يجب التوقف بعد كل أسبوعين من الحفــظ لمراجعة كل الحفظ ومدة التوقف تكون بمعــدل يوم لكل (2-3) أجزاء.

5- يجب أن يكون هناك أوقات راحة يومية لا تقل عن ربع ساعة بعد كل ساعة حفظ ويوم راحة أسبوعي لا يكون فيه حفظ ولا مراجعة.

6- هذه الطريقة هي الأنسب في دور الحفظ والمساجد بسبب ما فيها من جو التنافس بين الطلاب وقوانين للالتزام ومحفزات للتشجيع.

7- مدة المرحلة من (5-11) شهراً (والمرحلتان من (8-18) شهراً) تزيد كلمّا قلل الحافظ كمية الحفظ والعكس صحيح.

 المنهج الثاني: الحفظ التراكمي:                                                                                                                            

وهذه طريقة أغلب الحفاظ وهي أفضل من الأولى لمن لم يخف على نفسه الانقطاع أو فتور الهمّة بعد حين ويفضل اتباعها على مرحلتين وهما البدء بحفظ الأسهل ثمّ ربط الأجزاء المتفرقة كالتالي:

1- البدء بحفظ الأسهل لديك والأكثر إِلفاً ومن ذلك عند كثير من الحفاظ ( بدءاً من نهاية المصحف): جزء (30)، (29)، (27)، يس، السجدة،  الفرقان ، طه ، مريم، الكهف، الإسراء، ابراهيم، يوسف، الأنفال، البقرة، وهذه تشكل حوالي ثلث القرآن فتعطيك دفعة قوية لإتمام المصحف (شبيهة بدفعة مرحلة الحفظ الأولي للقرآن).

2- اربط الحفظ بين الأجزاء المتفرقة.

3- الحفظ بالتدرج كما تقدّم إلى أن يصل من (2-4) صفحات يومياً.

4- المراجعة وأوقات الراحة شبيهة بمرحلة حفظ التمكين المتقدم.

5- مدة المرحلة من (9-22) شهراً تزيد كلمّا قلل الحافظ كمية الحفظ والعكس صحيح.

6- اعمل جدول نصف شهري لتنظيـم وقتـك سـواء لهـذه الطـريـقـة أو المتـقـدمـة، وفي الصفحـتـين القـادمتـين نمـوذج مختـصـر لـه:-